دخلت المسجد يوم 27 رمضان فالفيته مكتظا بالنساء على غير العادة حيث ان عددنا كان لا يزيد عن عشرة نسوة يوميا ان لم يكن اقل في بعض الاحيان ترددت بالدخول وشعرت بانني قد اخطأت المكان ولكني رأيت بعض الوجوه المألوفة فدخلت ولاول مرة وبصورة (قسرية) يحدث التقارب في الصفوف والقدم بالقدم لافتحات ولا مسافات فقد سدت جميع الفرج وتراصت الصفوف قبل يومين كنت اذكر الاخوات بان يتقاربن ويسددن الفرج فعلقت احداهن قائلة (وليش نتضايق.. المكان واسع.. خلينا نوسع على انفسنا وناخذ راحتنا).
استغربت هذا التجمع غير المعتاد ولم اتوصل لسبب مقنع من وجهة نظري ان من غير المعقول ان تكون تلك العائلات قد سكنت الحي في ليلة واحدة وعندما انهى الامام ختمة القرآن تدافعت النسوة ركضا الى الباب لم افقه شيئا حى سمعت احداهن تقول انها ستلحق ختمة في مسجد آخر ثم مسجد ثالث.. عندها ادركت سبب التظاهرة ولا اعرف لماذا وقتها تذكرت حضور الطالبات للمحاضرة حتى لا تخصم درجتين عن كل غياب.. رغم انهن طالبات منتظمات وحضورهن الزاميا ولكن الكثير يحضرن لاجل الدرجة وليس للاستفادة فتجدهن جسما وشكلا في القاعة وعقلا وروحا في مكان آخر ناهيك عن الازعاج الذي يسببنه.
لا اعرف كيف حصل لدى الربط الذهني بين الموفقين فهؤلاء النسوة اللاتي يحرصن على تسجيل حضورهن في اكثر من ختمة ماهو هدفهن؟ لا اعلم او ربما يكون التفاخر بحضور اكثر من ختمة هو الهدف لا ادري؟ لكن هل ترى من خشوع وتدبر للكلمات وما وراءها؟
هل من احساس.. وخضوع؟ هل من دمعة او دموع متلاحقة تعلن وتكشف العبودية الواعية لله الواحد الاحد؟
الختمة هنا حتى تستطيع ان تلحق الاخرى هناك ناهيك عن مخالفات واضحة كالعباءات المخصرة والطيب والعطور التي يتعطرن بها والحواجب المنتوفة والمحفوفة والمزججة والاظافر الطويلة والاصوات العالية والاحاديث الجانبية التي تغطي على صوت الامام.
عموما ذهب رمضان بما حمل وسجل في سجل كل منا ولا يسعني الا ان ادعو الله جلت قدرته ان تكون حسناتنا اثقل من سيئاتنا وان يرحمنا برحمته ويغفر لنا ولسائر اخواننا المسلمين الاحياء والاموات وان يعز الاسلام بقائد يعز دينه وامته وافراد مؤمنين يكونون اعزة على الكافرين اذلة على المؤمنين.
عيدكم مبارك.. وعساكم من عواده..
